أظهر تقرير بيانات بيناردين لعام 2024 أن الأطفال يستخدمون الأجهزة الشخصية خارج بيئة المدرسة بمعدل 4 ساعات يوميًا.
ورغم أن هذه النسبة لم تتغير كثيرًا عن السنوات السابقة، ورغم أن التواصل الاجتماعي والتعلم والترفيه عبر الإنترنت قد يكون لها فوائد، إلا أن الدراسات تشير إلى أن الإفراط في استخدام الشاشات يؤثر سلبًا على الصحة الجسدية والنفسية للأطفال.

الإفراط أو سوء استخدام الشاشات قد يؤدي إلى:

  • السمنة

  • مشاكل في النوم

  • مشاكل سلوكية

  • تراجع المهارات الاجتماعية

  • الاكتئاب

  • قصر النظر (الميوبيا)

إيجاد التوازن المناسب لاستخدام الشاشات يعد من أكبر التحديات التي يواجهها الآباء اليوم.
فالمحتوى الرقمي مصمم ليكون إدمانيًا، ولا توجد قاعدة دقيقة أو عالمية تحدد متى يصبح الاستخدام مفرطًا.
الكثير يعتمد على جودة المحتوى، والأنشطة الأخرى التي يمارسها الطفل في أوقات فراغه (مثل النشاط البدني)، وأيضًا على عمر الطفل ومستوى نضجه.

والخبر الجيد أن الأبحاث الحديثة تعطينا صورة أوضح لما يمكن اعتباره “نظامًا رقميًا متوازنًا”.
بشكل عام، من الأفضل للعائلات ألا يتجاوز استخدام الشاشات للترفيه ساعتين يوميًا، ويفضل أن يكون ذلك في عطلات نهاية الأسبوع فقط.
وبحسب توصيات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، يجب على الأطفال من عمر 6 إلى 17 عامًا ممارسة نشاط بدني لا يقل عن 60 دقيقة يوميًا.

فكم يعتبر الاستخدام مفرطًا؟
إليك دليل لأوقات استخدام الشاشات حسب الأعمار لمساعدتك على اتخاذ قرارات أفضل لعائلتك.

من عمر 0 إلى سنتين

ما هي كمية الشاشة التي تعتبر كثيرة للرضع؟ أي شيء أكثر من مكالمات الفيديو العرضية.

في هذا العمر، يحتاج الأطفال إلى وقت للعب الحر، ولمس الأشياء، والتواصل البصري المباشر. باستثناء مكالمات الفيديو مع الأقارب مثل الأجداد، لا ينبغي للرضع قضاء أي وقت أمام الشاشات. الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) أيضًا لا توصي باستخدام الوسائط لهذا العمر سوى لمكالمات الفيديو.

من 3 إلى 5 سنوات

ما هي كمية الشاشة التي تعتبر كثيرة للأطفال في سن ما قبل المدرسة؟ أي شيء أكثر من ساعة واحدة يوميًا.

إذا أردت تقديم الوسائط الرقمية لطفلك في هذا السن، يجب أن تختار محتوى عالي الجودة. اقرأ التقييمات، وراجع الفيديوهات والألعاب والتطبيقات بنفسك قبل أن تسمح له باستخدامها، والأفضل أن تتابع أو تلعب معه.

تجنب البرامج السريعة والمزعجة، والتطبيقات المليئة بالمشتتات أو العنيفة.
احرص أيضًا على إزالة الإعلانات. قد يكلفك هذا اشتراكًا إضافيًا، لكنه ضروري جدًا، لأن دماغ الأطفال يتعامل مع المعلومات كحقيقة دون تمييز بين الواقع والخيال.
نوصي أن يكون وقت الشاشة بين 15 إلى 30 دقيقة، بحد أقصى ساعة واحدة.

تعامل مع الشاشة كما لو كانت “ليلة مشاهدة فيلم”.
استخدم تطبيقات الرقابة الأبوية مثل Pinardin أو حتى مؤقت المطبخ لضبط الوقت والالتزام به.
هذه المرحلة هي وقت غرس العادات، وهي أفضل فترة لتعليم الطفل أن الشاشات ممنوعة أثناء تناول الطعام أو قبل النوم، وأنه يجب إيقاف الشاشة بمجرد انتهاء الوقت.

من 6 إلى 10 سنوات

ما هي كمية الشاشة التي تعتبر كثيرة لأطفال المدارس الابتدائية؟ أي شيء أكثر من 1 إلى 2 ساعة يوميًا.

يفضل الحفاظ على الحد الأقصى ساعة واحدة يوميًا، مع استثناء الوقت المستخدم للأغراض التعليمية مثل الواجبات المدرسية أو دروس العزف عبر الإنترنت.
تحديد الوقت ضروري لأن القدرة على ضبط النفس لا تكتمل عادةً قبل عمر 13 سنة، بل تظل قيد التطور حتى خلال فترة المراهقة.

يجب أن يستمر الآباء بمراقبة المحتوى، والمشاركة أحيانًا في المشاهدة.
كما يجب أن يتم استخدام الشاشات في أماكن مشتركة من المنزل، وليس في غرف النوم.

وهذا هو أفضل وقت لبدء تعليم محو الأمية الرقمية. تحدث مع طفلك عن مخاطر الإنترنت وتوقعاتك.
علّمه أن:

  • الغرباء عبر الإنترنت يمكن أن يكونوا خطرين تمامًا كما في الحياة الواقعية.

  • الشراء عبر الإنترنت غير مناسب للأطفال. يجب أن ينتبه للإعلانات، والصناديق العشوائية (Loot boxes)، والتبرعات لصناع المحتوى، والمشتريات داخل التطبيقات. ويجب عليه طلب الإذن قبل أي عملية شراء.

  • كل ما يُنشر عبر الإنترنت يبقى للأبد، حتى الرسائل المؤقتة.

  • ليست كل المواقع موثوقة، ويجب أن يتعلم تمييز الأخبار الكاذبة (Fake news).

  • ما يراه على وسائل التواصل الاجتماعي ليس بالضرورة حقيقيًا، وعليه أن يعرف كيف يمكن للناس تغيير مظهرهم عبر الفلاتر.

  • الكثير من التطبيقات تجمع البيانات الشخصية لأغراض تسويقية، ويجب ألا يشارك معلوماته الشخصية.

  • الإرسال الجنسي (Sexting) ومشاركة الصور الخاصة غير مقبول.

  • اللطف والاحترام عبر الإنترنت مهمان مثل الحياة الواقعية.

  • أن يثق بـ حدسه الداخلي. إذا شعر أن شيئًا ما غير مريح، فهو غالبًا غير صحيح.

  • أن يتحدث مع شخص بالغ موثوق إذا صادف شيئًا أزعجه.

من 11 إلى 13 سنة

ما هي كمية الشاشة التي تعتبر كثيرة للمراهقين الصغار؟ تختلف، لكن أكثر من ساعتين قد يكون كثيرًا.

في هذا السن، يجب إعطاء الأطفال مرونة أكبر مع الالتزام بسقف زمني لا يتجاوز ساعتين.
ما زالت الأنشطة الخالية من الشاشات يجب أن تكون أولوية، والمحتوى الرقمي يجب أن يكون ذا جودة عالية.
بمجرد الاتفاق على حدود زمنية، يجب الالتزام بها لأن الإدمان الرقمي خطر حقيقي.

في هذا العمر، يصبح الأطفال أكثر حساسية تجاه مظهرهم.
راقب الأشخاص الذين يتابعهم طفلك على وسائل التواصل الاجتماعي، وتحدث معه عن سبب إعجابه بهم. هل قيمهم تتناسب مع القيم التي تود أن يكتسبها؟

ولا تنسَ: الأجهزة الذكية يجب ألا تكون في غرف النوم ليلًا — لتقليل التعرض للضوء الأزرق وتجنب الإغراء بتصفح الإنترنت ليلاً.
يجب إيقاف الشاشات قبل النوم بساعة، ويُمنع استخدام الهواتف أثناء تناول الطعام.

فوق 13 سنة

ما هي كمية الشاشة التي تعتبر كثيرة للمراهقين الأكبر سنًا؟ يعتمد على الظروف.

كلما كبر الطفل، يصبح فرض القواعد أكثر صعوبة، لكن الرقابة والحوار يظلان مهمين جدًا.
استخدام تطبيقات الرقابة الأبوية يمكن أن يكون مفيدًا لتقليل الخلافات اليومية وضمان الاتساق.

في هذا العمر، يكون التواصل هو الأساس.
استمر بالتحدث مع ابنك أو ابنتك عن المخاطر الرقمية، حدود الخصوصية، الصحة النفسية المرتبطة بوسائل التواصل الاجتماعي، وأهمية تحقيق التوازن بين الحياة الرقمية والواقعية.