طفل يقوم بواجباته وقد وضع هاتفه جانباً

هل تؤثر التكنولوجيا على تركيز الأطفال؟

4 mins read

عمرك واجهت طفل ما عم ينتبه لحكيك؟ أو بلّش يعمل شي وتركه بنص الطريق؟ يمكن يبدأ واجب أو لعبة، وبعد دقيقة تلقاه مشتت؟ هاي مشاكل شائعة عند كتير من الأهالي، خصوصاً بعصرنا الحالي اللي التشتت فيه أسهل بكتير على الأطفال والمراهقين.

كتير من الأهالي قلقانين من إنو التكنولوجيا خفّضت تركيز أولادهم—وبصراحة، ما معهم حق 100%، بس كلامهم مو غلط كمان. اللي لازم نعرفه إنو نفس التكنولوجيا هاي ممكن تساعد الطفل يركز أكتر، بس بشرط نعلمه كيف يستخدمها بطريقة صح وتكون لصالحه، مو ضده.

ابني ذكي، بس ما بيركز!

من أكتر الأشياء اللي بتزعج الأهالي هي إنهم بيعرفوا إنو ولدهم عنده قدرات، بس ما عم ينجح أو ينجز لأن تركيزه ضعيف. المهم نعرف إنو الذكاء هو بس جزء من قدرات الدماغ، وفي جوانب تانية مهمة كمان.

التركيز والانتباه هني جزء من مجموعة مهارات دماغية اسمها “الوظائف التنفيذية” (executive functions). يعني ممكن يكون الطفل ذكي كتير، بس مهارات التركيز والانتباه عنده أقل من غيره.

وما لازم ننسى إنو كل الأطفال (وحتى الكبار) أحياناً بيتشتتوا، خصوصاً لما يكون اللي عم يعملوه ممل، صعب، أو طويل. يعني إذا الطفل ما عم يركز، مو معناته إنو غبي أو ما بفهم! وحتى الأطفال اللي عندهم تشخيصات مثل فرط الحركة أو تشتت الانتباه (ADHD)، فينا نشتغل على تقوية التركيز عندهم.

هل فعلاً التكنولوجيا بتأثر على تركيز الأطفال؟

بما إنو الأجهزة الرقمية والإعلام صاروا جزء من كل شي بحياتنا، طبيعي يقلق الأهل على تأثيرهم على الأولاد. التركيز هو واحد من أكتر المواضيع اللي بنسمع عنها، لأن كتير من الأهل والمدرسين بيحكوا إنو الأطفال اليوم أصعب يركزوا من قبل، سواء بالمدرسة أو بالبيت.

الدراسات بتقول إنو الاستخدام الزايد للتطبيقات ووسائل التواصل ممكن يسبب ضعف بالتركيز وقصر فترة الانتباه عند الأطفال والمراهقين.

بس لازم ننتبه إنو مجرد استخدام التكنولوجيا ما يعني إنو التركيز لازم يخف—خصوصاً إذا حطينا حدود واضحة واستخدمنا المحتوى المناسب لعمر الطفل، وكان فيه توازن مع نشاطات تانية.

خلّوا الأطفال يبتعدوا عن تعدد المهام الإعلامية

من أكتر الأشياء اللي بتأثر سلباً على التركيز هي تعدد المهام الإعلامية (media multitasking)—يعني الطفل يتابع أكتر من شي بنفس الوقت. مثلاً يحضر مسلسل، ويشوف فيديوهات على تيك توك، ويكلم أصحابه على الواتساب بنفس اللحظة.

الدراسات أثبتت إنو هذا السلوك شائع جداً، والمشكلة إنو دماغ الطفل بيتعود ما يضل مركز على شغلة واحدة لفترة طويلة.

شو فينا نعمل؟ هي بعض الأفكار:

  • طفّوا التلفزيون أو الأجهزة التانية وقت الدراسة أو الواجبات.
  • لما يكون عم يلعب أو يتفرج، خليه يترك الموبايل أو التابلت على جنب.
  • وقت المكالمات، خليه يركز بالمكالمة—ما يعمل مليون شغلة بنفس الوقت.
  • حددوا أوقات خالية من التكنولوجيا مثل وقت الأكل، وقت الواجبات، وقت القراءة أو حتى وقت العناية الشخصية.

كيف أساعد ابني يكون تركيزه أحسن؟

في كتير طرق ممكن تساعدوا فيها أولادكم على تحسين التركيز، منها:

١. تأكدوا إنو عنده نشاط بدني كافي خلال اليوم.
الرياضة بتساعد على نمو الدماغ، خصوصاً الجزء الأمامي (الفص الجبهي) المسؤول عن الانتباه.

٢. شجعوه يقضي وقت بالطبيعة.
الهواء النقي، ضوء الشمس، الحركة، والهدوء الطبيعي كلهم بيساعدوا على تحسين التركيز وتطور الدماغ.

٣. قدّموا له أكل يفيد دماغه.
البروتين، الخضار، الفواكه، الدهون الصحية والكربوهيدرات المعقدة ممتازين. ابتعدوا عن الأكل المصنع والحلويات الزايدة. مثلاً تفاحة مع زبدة الفستق وكاسة مي أحسن بكتير من دونات مع عصير.

٤. النوم الكافي والمنظم ضروري.
لازم ينام بوقت مناسب ويكون نومه مريح. وجود الأجهزة الذكية بغرفته ممكن يشتته ويخرب نومه.

٥. راقبوا وقت الشاشة حسب عمره.
كل نص ساعة خليه ياخد بريك. استخدموا أدوات الرقابة الأبوية، واتفقوا مع الطفل على الحدود. أنا شخصياً بستخدم تطبيق “Pinardin” وبنصح فيه لأنه سهل وفعّال.

٦. كونوا أنتم قدوة.
تصرفاتكم هي اللي بتعلم الطفل. لما يشوفكم عم تبتعدوا عن الموبايل، وبتتحركوا وبتشتغلوا بتركيز، هو كمان رح يتعلّم منكم.

نصائح للتركيز أثناء الدراسة والواجبات

الواجبات المدرسية ممكن تكون صعبة خصوصاً بعد يوم طويل. جربوا هاي الخطوات:

  • قسموا وقت الدراسة لفترات قصيرة (10-20 دقيقة حسب عمر الطفل) وبينهم استراحة فيها حركة مثل تمارين أو ركض.
  • خففوا التشتت من الأجهزة. التلفزيون طفيه، والتطبيقات المشوشة لازم تنقفل. تطبيق “Pinardin” بيسمحلكم تعملوا هالشي بسهولة.
  • فيكم تستخدموا تطبيقات مثل Focus Keeper فيها تايمر بصري بيشجع الطفل يكمل المهمة.
  • وفروا مكان مناسب للدراسة. قللوا الضجيج، وخلوه يدرس بمكان مريح—حتى لو على الأرض—وبدون حكي أو ضجة حواليه.

وأخيراً، تذكروا إنو التشتت عند الأطفال والمراهقين شي طبيعي وشائع. لما الأهل ينتبهوا لهالموضوع ويفكروا بحلول، بيقدروا يساعدوا أطفالهم يطوّروا مهاراتهم قبل ما يكبروا ويدخلوا عالم الكبار. خطوات بسيطة—خصوصاً بإدارة الأجهزة—ممكن تفرق كتير.