مقتبس من كتاب “دليل النجاة من نوبات الغضب” للدكتورة ريبيكا شورغ هيرشبرغ

حتى وإن كنا كأهل نعرف كيف يُفترض أن نتصرف في لحظات نوبة الغضب، إلا أن التصرّف الصحيح في اللحظة الحرجة مش دائمًا سهل. أحيانًا نقع في تصرفات خاطئة، ما بتفيد الطفل، بل بتزيد الوضع سوءًا.

توقّف بسيط للتفكير في سبب ضرورة تجنّب بعض ردود الأفعال — مع كم نصيحة عملية — ممكن يساعدنا نكون أكثر وعيًا وتحكمًا في تلك اللحظات.

١. لا تستهين بمشاعر طفلك أو نظرته للأمور

لما الطفل يصرخ ويبكي على شيء بنظرنا بسيط، ممكن نقول في أنفسنا: “عنجد هيك الشي بيزعلك؟”
لكن بالنسبة له، هالشي “الصغير” ممكن يكون كل عالمه.

حاول تتجنب عبارات مثل:

  • “مش مستاهلة.”
  • “بس آيس كريم!”
  • “شو هالحكي، ما في شي بيستاهل البكاء.”
  • “عم تعمل دراما على الفاضي.”

حتى لو كانت نيتك طيبة، هالكلمات توصل للطفل رسالة إنو مشاعره مش مهمة أو إنو عم يتصرف غلط. النتيجة؟ شعور أكبر بالحزن أو كبت للمشاعر.

٢. لا تقل له كيف لازم يشعر

جمل مثل “ما تزعل”، “ما تخاف”، أو “بلا بكا” منتشرة، بس الحقيقة إنو ما حدا فينا بيقدر يقرر لحدا تاني شو لازم يحس، وخصوصًا الطفل.

هالكلمات ممكن تخلّي الطفل يحس إنو مشاعره غلط، أو إنو لازم يكبتها. بدل هالأسلوب، جرب تتعاطف معه:

  • “أنا فاهم إنك زعلت لأن لعبتك انكسرت.”
  • “معك حق تزعل، كنت بدك تلعب بعد أكتر.”

لما الطفل يحس إنو أحد فهمه، غالبًا بيهدأ لحاله. مش دايم لازم تعطي حل، بس مجرد الاستماع والتفهّم بيفرق.

٣. لا تعتبر نوبة الغضب موجهة ضدك شخصيًا

لما الطفل ينفجر بالبكاء أو الصراخ بالمول أو الشارع، طبيعي نشعر بالإحراج أو نخاف من نظرة الناس. بس نوبة الغضب رد فعل طبيعي — خصوصًا عند الأطفال الصغار.

تذكّر: هو عم يعبّر عن مشاعره، مش عم يحاول يستفزك.
ومش مهم شو رأي الناس.

لما تذكر نفسك إنو “هالموقف مش عني”، رح تقدر تتصرف بهدوء ولطافة أكتر — وطفلك بدوره رح يهدأ أسرع.

٤. لا تعطي دروس أخلاقية في وسط الانهيار

أوقات بننجذب لفكرة توجيه الطفل: “هيك بتزعج غيرك”، أو “ما حدا رح يحب يلعب معك إذا هيك تصرفت.”

لكن الطفل وهو منفعل ما بيقدر يستوعب أو يتعلّم شي. وقت التعليم هو بعد ما يهدأ — لما يرجع عقل الطفل لوضعه الطبيعي ومستعد يسمع.

خلال اللحظة، ركّز بس على الوجود معه والحفاظ على الهدوء. التعليم بعدين.

٥. لا تسرع في تقديم الحلول

طبيعي نحب نحل المشكلة فورًا. مثلاً نقول:

  • “ماشي، بشتري لك غيرها.”
  • “ولا يهمك، بكرا منرجع عالحديقة.”

بس أحيانًا هالرد بعلّم الطفل إنو لازم يبكي أو يغضب عشان يحصل على الشي اللي بده ياه. أو إنو ما يتعلّم كيف يتعامل مع مشاعره.

بدل الحلول السريعة، حاول أولًا تأكيد مشاعره:

  • “بعرف قديش كنت تحب هالسيارة.”
  • “صعب فعلًا نضطر نترك الحديقة بهالسرعة.”

لما الطفل يحس إنك فاهمه، رح يهدأ تدريجيًا.


نوبة الغضب جزء طبيعي من نمو الطفل. مش شي لازم “نصحّحه” أو نُنهيه بسرعة. هو فرصة للطفل ليتعلّم كيف يتعامل مع المشاعر الصعبة — وفرصة إلنا لنثبت له إننا دايمًا جنبه.

الشي اللي ما منعمله، أحيانًا بنفس أهمية اللي منعمله.

فالمرة الجاية اللي طفلك يمر بنوبة غضب، تذكّر:

  • لا تهمّش مشاعره.
  • لا تقرر له شو لازم يحس.
  • لا تاخد الموضوع على محمل شخصي.
  • لا تعلّمه وهو منفعل.
  • لا تسرع بحلول سريعة.

بس كن موجود. تنفّس معه. والباقي رح يزبط مع الوقت.