من الواضح إنّ وسائل التواصل الاجتماعي صارت جزء كبير من حياة الكبار والمراهقين على حد سواء. من التواصل الاجتماعي إلى السياسة والأخبار والترفيه، استخدام المراهقين لها عم يزيد يوم بعد يوم. ووفقًا لتقريرنا السنوي سنة 2023، الأطفال بيقضوا بمعدل 112 دقيقة يوميًا على تيك توك – التطبيق الأكثر استخدامًا بينهم.

صحيح إنو تأثيرات وسائل التواصل السلبيّة على الأطفال والمراهقين تمّت دراستها كتير، بس الحقيقة إنو فيها فوائد حقيقية كمان. الاستخدام الواعي والصحي لهالمنصّات ممكن يوفّر فرص حلوة للتواصل الاجتماعي، التعلّم، والدعم العاطفي – وكلّها بتساعد على تطوير جوانب مختلفة من حياة المراهق. السر هو ندخل هالمجال بعقلانية حتى نتعلّم كيف نستخدمه بطريقة صحية وواعية.

هل وسائل التواصل الاجتماعي مفيدة للمراهقين؟

من نواحي كتيرة، وسائل التواصل قدرت فعلاً توفر منصّة للتواصل الإيجابي ومشاركة التجارب الشخصية. كثير من المراهقين بيستخدموا هالتطبيقات ليتواصلوا مع أصدقائهم خارج المدرسة ويشاركوا محتوى ترفيهي أو تعليمي.

ممكن تكون وسيلة ممتازة للتعرف على أصدقاء جدد، والبقاء على تواصل دائم مع الآخرين. بتساعدهم كمان على تطوير مهارات التواصل، وتقوّي ثقتهم بنفسهم بالتعامل مع الناس على أرض الواقع.

وفي الحقيقة، الدراسات بتدلّ إنو الاستخدام الإيجابي لها ممكن يعزّز التعلّم والصحة النفسية للمراهقين. وبعيدًا عن الفوائد العامة، في حالات خاصة كمان بيكون الاستخدام الصحي جدًا مهم:

١. إيجاد مجتمع (Community)

وسائل التواصل طريقة ممتازة ليلاقوا المراهقين مجموعات عندهم نفس الاهتمامات أو التجارب. بيقدروا يتواصلوا مع ناس بيفكّروا زيّهم، ويتكلّموا عن مواضيع بتهمّهم. وهالشي مهم خصوصًا للمراهقين اللي بيحسّوا إنهم مرفوضين أو وحيدين – لأن هالمنصّات بتعطيهم مساحة آمنة يتفاعلوا فيها ويحسّوا إنهم مش لوحدهم.

٢. بناء منصّتهم الشخصية

في كتير مراهقين فعليًا عم يحاولوا يعبّروا عن مواهبهم واهتماماتهم، ووسائل التواصل بتعطيهم فرصة يعرضوا شغلهم للناس. مثلاً، مراهق بيحب التصميم ممكن يشارك تصاميمه على هالمنصّات، وياخد ردود فعل، أو حتى يبيع شغله. هالشي بيساعده يوسّع شبكة معارفه ويلتقي بناس من نفس مجاله – وهاد ممكن يكون خطوة أولى لمستقبل مهني مشوّق!

٣. عمل الخير

ويمكن الأهم من كل شي هو إنو وسائل التواصل بتعلّم ولادنا إنو صوتهم مسموع، وإنهم بيقدروا يغيّروا العالم. تطبيقات مثل إنستغرام وتويتر وسائل قوية لزيادة الوعي بقضايا عالمية مهمة. والمراهقين ممكن يشاركوا بحملات عن إزالة الغابات أو الجوع العالمي، يوقّعوا عرائض، يتبرّعوا، أو ينزلوا على الأرض للمشاركة. هالشي بيعزز عندهم الإحساس بالمسؤولية والانتماء للعالم.

كيف نساعد ولادنا يستخدموا وسائل التواصل بطريقة سليمة؟

بما إنو وسائل التواصل فيها جوانب إيجابية وسلبية، مهم إنو يكون عندنا خطة واضحة لاستخدامها، حتى يحقق المراهق أقصى استفادة ويتجنّب الضرر. بعض الدراسات راجعت الجوانب المختلفة لهالموضوع، وهون رح أشارك شوية نصائح من هالدراسات ومن تجربتي الشخصية كمان:

١. متابعة حسابات متنوعة

كلّ ما تابعنا حسابات منوعة، كلّ ما تعرّفنا على ناس وأفكار وثقافات أكتر. بعالم اليوم، لازم نشوف المواضيع من زوايا مختلفة حتى نفهم الصورة الكاملة.

احكوا مع أولادكم عن أهمية تنوّع المصادر، وساعدوهم يطبّقوا هالفكرة على منصّات التواصل.

٢. التصرّف بوعي

واحدة من طرق الحفاظ على الصحة النفسية على السوشال ميديا هي نوقف لحظة ونراقب شعورنا أثناء التصفح. إذا لاحظتوا إنو ابنكم بعد التصفح غالبًا بيكون متضايق، عصبي أو حزين، ممكن يكون لازم يغيّر عاداته شوي، ياخد استراحة، أو يعمل نشاط تاني.

احكوا معه عن مشاعره وساعدوه يتواصل مع جسمه وعقله، حتى يعرف شو الشي اللي بيأثر عليه سلبًا أو إيجابًا.

٣. تخصيص أوقات خالية من الأجهزة

مثل أي شي تاني، استخدام وسائل التواصل لازم يكون باعتدال. تحديد أوقات خلال اليوم ما بيُسمح فيها باستخدام الهاتف أو التابلت ممكن يساعد ابنكم يتوازن، ويجرّب نشاطات تانية.

مثلاً، خلوا وقت الطعام وقت بدون أجهزة، واحكوا مع بعض بدل ما كل واحد يكون بعالمه. هالشي كمان بيقوّي مهارات التواصل الواقعي.

٤. تنظيف الفيد وجعله إيجابي

إذا كان ابنكم عم يشوف باستمرار محتوى بيزعجه، صار وقت يشيل بعض الحسابات من المتابعة. المقارنات، الترولز (Trolling)، والتنمر الإلكتروني واقع – وخصوصًا للمراهقين.

ساعدوه يملأ صفحته بمحتوى مريح وإيجابي أكتر. مش يعني يتهرّب من الأخبار أو الواقع، بس على الأقل بيصير عنده مساحة داعمة على الإنترنت.

٥. استخدام أدوات إدارة رقمية

إذا ابنكم مش قادر يتحكّم باستخدامه للسوشال ميديا، تطبيقات الرقابة الأبوية ممكن تكون حلّ فعّال. أدوات مثل Pinardin ممتازة لـ تحديد الوقت اليومي أو حظر بعض التطبيقات. أنا شخصيًا بستخدمها لأولادي، ودايمًا بنصح فيها العائلات اللي بتراجعني.

شو نعمل إذا حسينا إنو ابنّا عم يستخدم السوشال ميديا بطريقة غلط؟

إذا شكّيتوا إنو استخدام ابنكم عم يصير غير صحي، أهم شي إنكم تحكوا معه بهدوء وبأسلوب محبّ. كونوا منطقيين ولطيفين، حتى يفهم شو المشكلة، ويلاقي معكم طريقة يستخدم فيها هالمنصّات بشكل أفضل.

وإذا احتاج، صمّموا معًا خطة لاستخدام وسائل التواصل. خدو أفكار من النقاط اللي فوق، حددوا أوقات لنشاطات واقعية، أو استخدموا حدود زمنية على بعض التطبيقات. بس تذكّروا، لازم يكون جزء من الخطة، مش فقط متلقّي للأوامر.

هالأسلوب بخليه يتحمّل مسؤولية أكتر، ويدير وقته بشكل أذكى. وكمان، لما يكون له دور بتصميم الخطة، رح يلتزم فيها أكتر.

وأهم شي ما ننسى: إنتو وهو فريق واحد، وهدفكم واحد – تبنّي عادات صحية بتأثّر إيجابيًا على حياته ككل. وإذا قدرنا نساعد ولادنا يستفيدوا من مزايا وسائل التواصل ونخفّف أضرارها، رح نكون عم نحمي صحتهم النفسية، هلّق وبالمستقبل.