قد تعتقد أن مستثمرًا يعمل في وول ستريت، وهو في الوقت نفسه قاتل متسلسل، لا يمكن أن يكون قدوة للأطفال — لكن بفضل قوة تيك توك، هذا الأمر أصبح حقيقة بالنسبة لكثير من الأولاد.
في عام 2023، حصل وسم #sigma على أكثر من 46 مليار مشاهدة على تيك توك، وكان “باتريك بيتمان”، الشخصية الخيالية من فيلم American Psycho، نجم العديد من هذه الفيديوهات والميمات.
مصطلحات مثل “سيغما” و"الرجل السيغما" تأتي مباشرة من عالم يُعرف بـ"المانوسفير" — شبكة من المواقع والمدونات والمنتديات التي تروّج لفكرة الرجولة وحقوق الرجال، لكن غالبًا بطابع معادٍ للنساء.
بالنسبة للكثيرين، هذه المصطلحات مجرد نكتة أو وسيلة للتسلية. لكن للبعض الآخر، قد تكون بوابة نحو أفكار متطرفة وخطيرة.
ما معنى “سيغما”؟
كلمة “سيغما” مشتقة من مصطلح “الرجل السيغما” — وهو نمط جديد من الشخصيات الرجولية، يشبه نمطي “ألفا” و"بيتا"، مستوحى من الحروف اليونانية. ظهر هذا المفهوم لأول مرة في أوائل العقد 2010 داخل المانوسفير، ويصف رجلًا مختلفًا لا يُصنف كألفا ولا كبيتا.
ولمن لا يعرف، “ألفا” عادةً ما يشير إلى الرجل القوي الواثق والقائد، بينما “بيتا” يوصف بالشخص الداعم، المتواضع، أو الخجول.
بحسب موقع Know Your Meme، الرجل السيغما هو شخص ناجح ومحبوب، لكنه في نفس الوقت هادئ ومتمرّد – يفضّل العيش وفق قواعده الخاصة. وغالبًا ما يُعتبر في نفس مستوى الألفا، لكنه يختار البقاء خارج التسلسل الاجتماعي.
من بين الشخصيات التي تمثل هذا النوع: جون ويك، هان سولو، وبالطبع باتريك بيتمان. وقد لخّص أحد المستخدمين في Urban Dictionary الفكرة بطريقة ساخرة: “سيغما هو ما يتخيل كل طفل في العاشرة من عمره أنه عليه أن يكونه!”
ما هي ميمات سيغما؟
ميمات سيغما أصبحت منتشرة في كل مكان — على Reddit، وتويتر (X)، وغيرها من المنصات. في البداية، كانت هذه الميمات تُستخدم بشكل جدي للترويج لشخصية الرجل السيغما، كدليل على أن صاحب المنشور غامض و"كول".
لكن بمرور الوقت، أصبحت هذه الميمات ساخرة وهزلية. كثير منها الآن يسخر من الأشخاص الذين يأخذون مفهوم السيغما على محمل الجد أو المهتمين بالمانوسفير. وغالبًا ما تُستخدم صور لشخصيات مثل باتريك بيتمان أو غاس فرينغ (من مسلسل Breaking Bad)، مرفقة باقتباسات غريبة لم يقولها أحد، ولكن تُبالغ في تصوير الكاتب وكأنه أغنى أو أفضل من القارئ.
هل يجب أن يقلق الآباء؟
رغم أن معظم هذا المحتوى يُعرض بطابع فكاهي، إلا أن مفاهيم مثل “سيغما” قد تقود بعض الأولاد إلى طرق مقلقة — سواء باتجاه أفكار معادية للنساء داخل المانوسفير، أو نحو هوس مفرط بالمظهر الخارجي.
لذلك من المهم أن يكون للأهل دور فعّال في حياة أطفالهم الرقمية. إليك بعض النصائح:
-
افتح حوارًا صريحًا. تحدث مع ابنك عن ما يشاهده على الإنترنت، وناقش معه مشاعره تجاه هذه المحتويات.
-
شجّع الاستخدام الإيجابي لوسائل التواصل. هذه المنصات يمكن أن تكون وسيلة للتعلم والتعبير والدعم الاجتماعي.
-
راقب نشاطه الإلكتروني. استخدم أدوات الرقابة الأبوية لتتعرف على نوع المحتوى الذي يتابعه ابنك.
-
عزز ثقته بنفسه. ضغوط وسائل التواصل قد تجعله يشعر أنه يجب أن يكون مثاليًا. ساعده على تقوية احترامه لذاته بعيدًا عن الصور النمطية.
-
قدّم له قدوات إيجابية. في المانوسفير، هناك شخصيات شهيرة تنشر أفكارًا خطيرة، لكنها تحظى بشعبية كبيرة. بالمقابل، لا يزال هناك أشخاص ملهمون يمكن أن يكونوا نماذج جيدة دون نشر أفكار سامة.