«وصلنا؟!»
السفر بالسيارة، خاصة في الرحلات الطويلة، يمكن أن يكون تحديًا كبيرًا لكل من الوالدين والأطفال. من أكثر الوسائل التي يلجأ لها الأطفال للترفيه عن أنفسهم أثناء الطريق هي استخدام الهاتف أو التابلت؛ لكن هذا الأمر يثير قلقًا بشأن إجمالي وقت الشاشة الذي يقضيه الطفل، خصوصًا أن وقت السيارة قد يُضيف وقتًا كبيرًا لهذا الاستخدام.

التكنولوجيا أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية لدرجة أننا نعتقد أحيانًا أنه من المستحيل الحدّ من استخدام الأطفال للأجهزة الرقمية. لكن لا يزال هناك أمل! إذا كنت مترددًا في مسألة السماح باستخدام الشاشة في السيارة، فهذه النقاط الخمس ستساعدك على إيجاد توازن صحي ومفيد بين استخدام الشاشة ووقت السيارة.

استخدام الشاشة في السيارة

من الواضح أن أطفالنا محاطون بالشاشات طوال الوقت. كثير منهم يقضون ساعات طويلة في مشاهدة التلفاز، ممارسة الألعاب، الدراسة عن بُعد، أو تصفح الشبكات الاجتماعية. الآثار السلبية للاستخدام المفرط للأجهزة الرقمية على نمو أدمغة الأطفال موثقة جيدًا، ولذلك يسعى كثير من الأهل لتقليل هذا الاستخدام قدر الإمكان.

السيارة من أكثر الأماكن التي يمكننا فيها تقليل استخدام الأطفال للشاشات بسهولة. فعندما يُحرم الأطفال من نشاطاتهم المعتادة، غالبًا ما يتوجهون فورًا للهاتف أو التابلت، خاصة أثناء ركوب السيارة. لكن هذه اللحظة تمثل فرصة ذهبية لنا كآباء، لنعلم أطفالنا كيف يتحملون الملل ويتعايشون مع لحظات الصمت بعيدًا عن الشاشة. استخدام الهاتف في السيارة قد يُضعف الروابط العائلية ويقلل من وعي الطفل بمحيطه، وكلها من الآثار الجانبية للاستخدام الزائد للأجهزة الرقمية. إليك بعض الطرق لمساعدة أطفالك على استخدام الشاشات بطريقة أكثر توازنًا داخل السيارة:

  • التوازن هو الأساس: رغم أن الأجهزة الرقمية تدخل في تفاصيل حياتنا، إلا أنه من المهم تحقيق توازن بين استخدامها وبين الأنشطة الأخرى. السيارة تمثل فرصة رائعة لإراحة العقل والعين من الشاشات.

  • التفاعل الاجتماعي ممتع ومفيد: رغم أن الأطفال يسافرون غالبًا مع العائلة، إلا أنهم سرعان ما ينغمسون في هواتفهم. شجعهم على الحديث معكم، فهذا يُغذي حاجتهم للتواصل ويقوي العلاقة الأسرية.

  • مشاهدة العالم الخارجي مفيدة: خلال السفر، شجع أطفالك على مراقبة الطريق والمناظر الطبيعية. يومًا ما سيكونون هم السائقين، ويحتاجون لمعرفة الطرق. كما أن إراحة العين بالنظر إلى الأفق مفيد بعد ساعات من التحديق في الشاشة.

هل هناك فوائد لاستخدام الشاشة داخل السيارة؟

لنكن واقعيين، أحيانًا يكون استخدام الأجهزة الرقمية في السيارة أمرًا مفيدًا. في الرحلات الطويلة، مشاهدة فيلم أو لعب لعبة يمكن أن يخفف من الملل ويمنع التوتر، خاصة للأطفال الصغار. لكن مع ذلك، علينا دائمًا السعي لتحقيق التوازن، فلا أحد يريد أن يقضي طفله 12 ساعة في مشاهدة الأفلام المتواصلة!

هناك العديد من البدائل الممكنة لتحقيق هذا التوازن. إليك بعض الأنشطة التي يمكن اقتراحها بدلًا من الشاشة:

  • ألعاب السفر الكلاسيكية (مثل لعبة الكلمات، أو “أنا أرى…”)
  • الحديث عن الخطط بعد الوصول
  • قراءة كتاب
  • اللعب بالألعاب اليدوية
  • الاستماع للموسيقى
  • تشغيل بودكاست أو كتاب صوتي جماعي

٥ نصائح لمساعدة الأطفال على إدارة وقت الشاشة داخل السيارة

١. كُن واعيًا

أهم ما يمكنك فعله كأب أو أم هو أن تكون على دراية بعادات طفلك الرقمية، لتتمكن من التدخل عند الحاجة. خلال السفر، راقب استخدامهم للهاتف، وإذا شعرت أن الأمر تجاوز الحد، لا تتردد في التدخل وتغيير المسار بلطف!

٢. تحدّث معهم

أول خطوة نحو تقنين استخدام الشاشة هي التحدث عن مفهوم التوازن. استعن بالنصائح أعلاه لشرح أهمية الابتعاد عن الأجهزة أحيانًا وضرورة تنويع الأنشطة.

٣. اقترح بدائل واضحة

إذا كان أطفالك لا يعرفون كيف يسلون أنفسهم دون الأجهزة، خاصة أثناء السفر، أعدد قائمة بأنشطة بديلة تساعدهم على اختيار شيء ممتع عند إغلاق الأجهزة. يمكنك استخدام القائمة السابقة أو إعداد قائمة خاصة بالتعاون معهم.

٤. استخدم أدوات الرقابة الأبوية (Parental Control)

إذا كنت لا تزال تواجه صعوبة في ضبط استخدام الأجهزة، فالتطبيقات الخاصة بالرقابة الأبوية يمكن أن تكون عونًا كبيرًا. شخصيًا، أستخدم تطبيق پیناردین مع أطفالي، حيث يمكنني بسهولة تحديد وقت الشاشة، تصفية المحتوى، وضبط استخدام التطبيقات، مما يساعد طفلي على تحقيق توازن صحي بين الأجهزة والنشاطات الأخرى.

٥. كُن قدوة

لا يمكن لأي من هذه النصائح أن تنجح إذا كنت أنت أيضًا تستخدم هاتفك طوال الطريق! كآباء، دورنا أن نكون مثالًا في السلوك. شارك أطفالك أنشطة الطريق، أو بادر بالحديث أثناء العودة من المدرسة، حتى يتعلموا تحويل اللحظات المملة إلى تجارب جميلة ومليئة بالحوار.