كثير من الأهالي يقلقون إن استخدامهم المفرط للتكنولوجيا ممكن يعطي صورة سيئة لأطفالهم — والحقيقة؟ معهم حق. وغالبًا أول من يلاحظ هذا الشيء هم أطفالنا نفسهم! والمشكلة الأكبر لما ما عاد يقولوا شي، لأنهم تعبوا من التنبيه.

في هالمقال، رح أساعدك تتعرف على عاداتك الرقمية قبل ما طفلك ينبهك إلها. وكمان رح أعطيك نصائح عملية تساعدك تكون قدوة حسنة بالاستخدام الصحي للتكنولوجيا.

كيف ممكن استخدام أو سوء استخدام الأهل للتكنولوجيا يأثر على الأطفال؟

الأهالي دايمًا منشغلين بخوفهم من إدمان الأطفال على الشاشات، وبيحاولوا يعلموهم كيف يستخدموا الأجهزة بشكل سليم. بس المضحك بالموضوع؟ إننا نحنا الكبار أحيانًا أسوأ نموذج!

يومياً بشوف أهل ماسكين جوالاتهم تاركين أولادهم، والعيال بس يطالعون بوجه حزين، محتارين كيف يتنافسون مع جهاز ذكي على اهتمام أمهم أو أبوهم.

نحنا أول جيل كبر والتكنولوجيا جزء من حياته. وما كان عندنا قدوة كيف نتعامل معها صح. فشي طبيعي نرتبك أحيانًا.

بس اللي أكيد: علاقتنا مع الأجهزة الذكية تأثر مباشرة على علاقتنا بأولادنا ونموهم النفسي.
الدراسات العصبية توضح إن أول ثلاث سنين من حياة الطفل هي الأهم، لأنه بهالفترة تتكوّن الشبكات العصبية اللي تبني الأساس للنمو العاطفي والاجتماعي والسلوكي.

وهالتطور يعتمد بشكل كبير على نوع التفاعل اللي يستلمه الطفل من محيطه — وخصوصًا من أهله. لما الأهل يعطوا اهتمامهم الكامل للطفل، ويقضوا وقت حقيقي معه، النمو يكون ممتاز. بس إذا العلاقة باردة والانتباه موجه للجوال، العواقب خطيرة: نمو الطفل النفسي والسلوكي يتأذى.

في دراسة منشورة في مجلة Child Development، الباحثين شافوا إن استخدام الأهل المفرط للهاتف والتابلت ممكن يسبب مشاكل سلوكية عند الأطفال — مثل فرط الحركة أو تشتت الانتباه. طلبوا من الأهالي يسجلوا كم مرة قاطعت الأجهزة وقتهم مع أولادهم.
والنتيجة؟ حتى لحظات بسيطة من الإهمال ممكن تبدأ مشاكل سلوكية.
وكل ما زاد تشتت الأهل، زاد سلوك الطفل العدواني أو التوتري. كمان هالأطفال عندهم تقدير ذات أقل وصعوبة بالعلاقات الاجتماعية.

وفي دراسة ثانية بمطاعم الوجبات السريعة، الباحثين لاحظوا إن ٧٣٪ من الأهالي كانوا منشغلين بالموبايل وقت الأكل وما عطوا أولادهم اهتمام.
وكل ما زاد انشغال الأهل، زادت التصرفات السلبية عند الطفل.

هل طفلك حاسس إنك مشغول عنه بسبب جوالك؟

هالسؤال لازم كل أم وأب يسأله لنفسه. بس المشكلة، مو دايم نقدر نشوف نفسنا بوضوح أو نفهم شو يدور بعقل طفلنا. علشان كذا، ضروري نراقب مؤشرات بسيطة.

هاي ثلاث إشارات ممكن تدل إن استخدامك للجوال مأثر سلباً على طفلك:

  • هل طفلك يعصب لما يتجاهله أحد؟
    إذا حاول يكلمك وانت مشغول بالموبايل، وعصب أو بكى، هذا شي طبيعي. الطفل حاس إنه مهمّش.

  • هل طفلك يصرخ وقت الكلام؟
    لما يحس إن صوته ما يوصل، ممكن يرفع صوته لجذب انتباهك. مو قلة أدب، بس نداء للملاحظة.

  • هل طفلك بطّل يحاول ياخذ انتباهك؟
    هذي أخطر إشارة. لما الطفل يستسلم ويشوف إنك دايمًا مشغول بالجوال، رح يبتعد تدريجياً، ويقل تواصله العاطفي معك.

التعليم بالتقليد

الأطفال يتعلمون بالتقليد. هاي أول وسيلة تعلم عندهم. زي ما قال آينشتاين:
“التعليم بالقدوة ما هو مجرد طريقة… هو الطريقة الوحيدة.”

والأهل هم أول وأهم قدوة. الطفل يشوف تصرفاتك، يخزنها، ويعتبرها طبيعية — حتى لو كانت خاطئة.

لما نسمع “عادة سيئة”، يمكن نفكر بتدخين أو أكل غير صحي. بس الإدمان على الشاشة بنفس الضرر.

علشان كذا، مهم جدًا تكون واعي لسلوكك الرقمي. وهاي بعض النصائح لتكون قدوة رقمية إيجابية:

٧ طرق لاستخدام صحي للتكنولوجيا قدام الأطفال

١. مو لازم ترد على كل رسالة فورًا.
الرد السريع مو دايم مطلوب، وأحيانًا يسبب تسرع أو أخطاء. حسب Harvard Business Review، التأخير بالرد ٢٤ ساعة يعتبر “وقفة صحية”. يعلم طفلك إنك مش دايمًا متاح، وهذا درس بحد ذاته.

٢. حط قوانين لاستخدام الشاشة لنفسك كمان.
إذا بدك تحط وقت محدد للطفل، لازم تبدأ بنفسك. استخدم أدوات مثل Pinardin لتنظيم وقتك.

٣. لما تكون مع طفلك، حط الجوال على الصامت.
كثير أطفال يقولون: “أول ما يرن جوال ماما أو بابا… ينسوني!” كتم الإشعارات يعطي الطفل شعور إنه أولوية.

٤. خبي الجوال عن النظر.
إذا الجوال مش قدامك، احتمال أقل إنك تمسكه. “البعيد عن العين، بعيد عن البال”.

٥. خلي أسلوب حياتك نشيط.
العب مع أولادك، تحرك معهم. النشاط الجسدي هو أفضل علاج لإدمان الشاشات. وإذا كان برا البيت؟ ممتاز!

٦. لا تدخل السرير ومعك جهاز.
الإضاءة الزرقاء تشتت نومك وتخرب الساعة البيولوجية. عوّد جسمك إن السرير للنوم، مش للتصفح.

٧. لا تستخدم الأجهزة لإلهاء الطفل.
نعرف إن الأهل يحتاجون راحة أحيانًا، بس إذا كل ما طفلك طفش عطيت الجوال، رح يتعود عليه. حاول تعطيه كتاب تلوين أو لعبة بسيطة بداله.


على مر العصور، الإنسان كان مخلوق اجتماعي ويحب الحركة. وهالشي كان سبب صحته وتوازنه.
اليوم، بعد كل التغيرات الرقمية وخصوصًا بعد الجائحة، حياتنا اختلفت. بس مسؤوليتنا كأهل إننا ما نسمح للتكنولوجيا تاخذ مكاننا بحياة أولادنا.