إدارة منصة تواصل اجتماعي لم تعد مهمة سهلة. خلال عام 2024، تعرضت هذه التطبيقات للكثير من الانتقادات، من غياب الأمان للمراهقين إلى التأثيرات السلبية على العقول الأكثر هشاشة.

منذ سبتمبر 2024، يبدو أن شركة «ميتا» اتخذت خطوة جادة نحو تحسين تجربة المراهقين، من خلال إطلاق حسابات خاصة بهم تُعرف باسم “حساب المراهق” (Teen Account). لكن ما هي هذه التغييرات بالتحديد؟ وهل هي كافية؟ برأينا، لا. فهذه التعديلات لا تعالج جذور المشكلة الأساسية.

دعونا نستعرض معًا تفاصيل هذه الميزة، الأدوات المتوفرة سابقًا للعائلات، وكيف يمكن لحساب المراهق أن يغيّر تجربة أبنائنا على إنستغرام.

هل كانت إنستغرام تقدم أدوات رقابة أبوية سابقًا؟

قبل هذه التحديثات، كان لدى إنستغرام ميزة تُدعى Instagram Supervision، وهي أداة رقابة أبوية مشابهة لتلك الموجودة على تيك توك، تهدف إلى إشراك الأهل أكثر في تجربة أبنائهم على المنصة.

كان بإمكان الأهل معرفة من يتابع طفلهم، تحديد وقت الاستخدام، وحتى حظر التطبيق في أوقات معينة. لكن وفقًا لتصريحات مسؤولين في ميتا، الكثير من الأهالي لا يستخدمون هذه الأدوات بانتظام.

ما الذي يميز حسابات المراهقين الجديدة؟

تجربة إنستغرام للمراهقين أصبحت أكثر أمانًا، وتشمل:

  • تحويل الحساب تلقائيًا إلى خاص (Private) لمن هم دون 18 عامًا.
  • تشديد إعدادات الرسائل: لا يمكن تلقي الرسائل إلا من أشخاص سبق التواصل معهم أو يتابعهم المستخدم.
  • تفعيل ميزة Hidden Words لحجب الرسائل والتعليقات المسيئة أو الضارة.
  • فرض قيود على المحتوى الحساس للحد من ظهور ما قد يؤثر على صحة المراهقين في قسم الاستكشاف أو الريلز.
  • منع التاغ (Tag) إلا من أشخاص يتابعهم المستخدم.
  • إيقاف الإشعارات تلقائيًا من الساعة 10 مساءً حتى 7 صباحًا وتفعيل “وضع النوم” مع ردود تلقائية.

هل هذه الحسابات متوفرة في كل الدول؟

أُطلقت هذه الحسابات أولًا في أمريكا، بريطانيا، أستراليا وكندا بدءًا من سبتمبر 2024. جميع المستخدمين دون 18 عامًا سيُحولون تلقائيًا إلى هذه الحسابات خلال 60 يومًا.

أما المستخدمون دون 16 عامًا، فسيُحوّل حسابهم تلقائيًا إلى خاص، بينما هذا لا يشمل من هم بين 16 و18 عامًا. يُتوقع تعميم النظام على دول الاتحاد الأوروبي بنهاية 2024، وعلى باقي دول العالم في يناير 2025.

ما الذي لا يزال ناقصًا في هذه الحسابات؟

رغم أن هذه الخطوة تُعد تطورًا مهمًا، إلا أنها ليست كافية بالكامل، إذ ما زالت هناك تحديات:

التحايل والاختراق

المراهقون بارعون في إيجاد طرق للالتفاف على القيود. تقنيات التحقق من العمر (مثل بطاقة الهوية أو تحليل الوجه) ما زالت قابلة للتحايل.

اختلاف احتياجات الأطفال

لكل طفل وبيئة أسرية خصوصيتها، ولا تناسب القيود الموحدة جميع الحالات. يجب أن تبقى للأهل مساحة للتعديل والاختيار بحسب ما يناسب طفلهم.

إنستغرام ليس التطبيق الوحيد

هناك عشرات التطبيقات الأخرى التي يستخدمها المراهقون. لا يمكن توقّع أن يراقب الأهل إعدادات كل منصة، ولا أن تتفاوض السلطات مع كل مطور تطبيق على حدة.

كيف أفعّل حساب المراهق؟

يُفعّل تلقائيًا للمستخدمين دون 16 عامًا ممن لديهم حساب بالفعل، وأيضًا لمن هم دون 18 عامًا ويسجلون للمرة الأولى.

أما المراهقون دون 16 عامًا الذين يمتلكون حسابًا سابقًا، فيحتاجون إلى موافقة الأهل لتعديل الإعدادات.

ماذا لو أراد ابنك إيقاف هذه الميزات؟

قد يطلب المراهق تعديل أو تعطيل بعض القيود. من المهم هنا عدم الرد بالرفض الفوري، بل فتح حوار مبني على التفاهم.

إليك بعض النقاط التي يمكن طرحها أثناء النقاش:

  • أوضِح له أن الهدف هو بناء ثقة متبادلة. وجود هذه الأدوات لا يعني عدم الثقة فيه، بل أن الإنترنت مكان مليء بالمخاطر.
  • استخدام هذه الميزات يساعد على التوازن. مثل النظام الغذائي الصحي، استخدام وسائل التواصل يحتاج إلى ضبط وحدود.
  • ركزوا على التعاون، لا على فرض السلطة. إن رفض الطفل إشراف الأهل أو حاول تعطيل الأدوات، يمكن فتح باب النقاش وتقديم بعض التنازلات، مع الحفاظ على الحزم في الأمور الجوهرية.

كلما كبر المراهق، راجعوا القواعد والقيم الأسرية بانتظام. تعليم الأبناء التعامل السليم مع التكنولوجيا يساعدهم على بناء عادات رقمية صحية تدوم معهم – ويضمن أيضًا بيئة أكثر راحة لكل أفراد العائلة.