تقليل وقت الشاشة (Screen time) عند الأطفال صار من أصعب التحديات اللي بتواجه الأهل اليوم. في زمن التكنولوجيا المتسارعة والأزمات المتلاحقة، أحيانًا نحس إننا داخل تجربة كبيرة وما نعرف نهايتها.

كأهل، كثيرًا ما نحس بالإرهاق. وكأننا جرّبنا كل الطرق عشان نقنع أطفالنا يبعدوا عن الشاشة. والأساليب اللي بيستخدموها الأهل عادةً تختلف حسب نمطهم في التربية: من المتشدد إلى المتساهل. لكن، يا ترى أي طريقة فعلاً تنجح؟

في هالمقال بنستعرض ٤ طرق شائعة يطلب فيها الأهل من أطفالهم يتركوا الأجهزة، وشنو غالبًا تكون النتيجة:

١. الأسلوب المتشدد (السلطوي)

الأم أو الأب: “اطفي الجوال.”

الطفل: “ليش؟”

الوالد: “لأني قلت كذا.”

هذا الأسلوب يتلخص في الجملة الشهيرة: “سو مثل ما أقولك، مو مثل ما أسوي.” الحقيقة إن كلنا مرينا بلحظة فقدنا فيها صبرنا وقلنا الجملة هذي بدون نقاش.

الأسلوب السلطوي يعتمد على قوانين صارمة وتوقعات عالية. ممكن ما يضر لو صار بين فترة وفترة، لكن لو كان هو الأسلوب الوحيد، فلازم ننتبه: الطفل اللي يطيع أوامر بدون ما يفهم السبب، يتعود يرضخ بدون ما يفكر في مصلحته أو احتياجاته.

٢. الأسلوب العقابي والتهديدي

“اطفي الجوال الحين! إذا ما طفيته…! ما سمعت وش قلت؟!”

الصراخ، التهديد، والأسلوب العدواني يمكن يعطي نتيجة فورية، لكنه غالبًا يخلّف وراه خوف وقلة أمان عند الطفل، ويأثر على ثقته بنفسه.

الأطفال اللي يتعرضون للصراخ كثير، غالبًا يصير عندهم تقدير ذات منخفض. هالأسلوب غالبًا ناتج عن توتر أو ضغط نفسي، والكل يعرف إن التربية أحيانًا مرهقة جدًا.

إذا لاحظت إنك تعصب بسرعة، خاصةً وقت الضغط أو التعب، من المهم تطلب دعم أو استشارة.

٣. الأسلوب المتساهل (الحر)

في هذا الأسلوب، القرار بيد الطفل. هو اللي يقرر متى يترك الجوال أو يقفل الجهاز.

هالنوع من الأطفال عادة يكون عنده ثقة بنفسه، لأنه متعود يتخذ قرارات بنفسه. لكن من الجهة الثانية، يواجه صعوبة في ضبط النفس، ويتصرف كثير على حسب مزاجه أو رغبته اللحظية.

إذا كان هدفك تقليل وقت الجهاز، حتى لو حطيت قوانين بسيطة، راح تساعد طفلك يعرف المتوقع منه ويتصرف على هالأساس.

٤. الأسلوب الهادئ والتوضيحي

“باقي دقيقتين ونقفل التابلت. ما تقدر تستمر لأنه الجلوس الطويل على الشاشة مو زين لا لعقلك ولا لجسمك. تعال نتحاور شوي!

لما تقرأ كتاب، عقلك يشتغل. ولما نلعب سوا برا، جسمك يتحرك. تحريك العقل والجسم يخليك بصحة أحسن وتحس بسعادة. وش رايك نرجع للتابلت بعد العشاء؟”

هذا الأسلوب الهادئ والواقعي يساعد الطفل يحس بالأمان، ويتعلم يتحمل المسؤولية، ويزيد ثقته بنفسه.

هذا النوع من التواصل يُعتبر من أ healthiest طرق التعامل مع الأطفال. نقدر نعدله حسب أعمارهم، ونكون مرنين لكن مع حدود واضحة. القوانين تقدر تتغير، لكن دورنا نرجعهم للطريق الصحيح.

وش أحسن طريقة نخلي الطفل يترك الجهاز؟

مع الأطفال الصغار، حاول تنزل لمستواهم. ومع الأكبر، اقعد جنبهم واشرح لهم ليش تطلب الشيء هذا، وأهم شيء تحافظ على هدوءك وتواصل بصري معهم.

كثير أطفال ما يفهمون ليش وقت الشاشة الزايد مو كويس – والمشكلة تكبر لما يشوفونا حنا دايم على الجوال!

الصراخ يمكن ينفع لحظيًا، لكن اللي ينجح على المدى البعيد هو الحوار والاستمرارية. لما نشرح الأسباب ونتصرف بثبات، يتقبل الطفل القوانين بسهولة.

لما نكون حازمين لكن هادئين، نسمع لهم ونشرح بدل ما نعاقب، نساعدهم يصيرون ناس أسعد، أقدر على تحمل المسؤولية، وواثقين من أنفسهم.

أكيد ما في طريقة وحدة للتربية.

وكلنا نغلط. المشوار مو سهل، وما في داعي نحس بالذنب – الأهم نلاقي توازن بين مصلحة أولادنا وبين طاقتنا.

ضبط النفس صعب على الأطفال، خصوصًا مع الإغراءات الرقمية.

لكن لو تمسكنا بالهدوء وشرحنا الأسباب، راح نترك أثر طويل. هالأسلوب الواقعي ينفع في كثير من المواقف، ووقت الشاشة فرصة ممتازة للتطبيق – ونتايجه بتظهر مع الوقت.